Unhooked

مُحَرَّرًا

الفصلُ الموجودُ في الكتاب الأبيض والمُعنوَنُ بــ” الشهوة — القوة وراء الإدمان ” هو في نظري مقدمة مذهلة لتأسيس ما تدور الشهوة عليه حقاً، في ذاك الفصل يعرِّفُ روي الشهوة على أنَّها ” نزعةٌ تُطالِب أن تَخدِم غريزةٌ طبيعيةٌ رغباتٍ غير طبيعية ” (SA 40). وتلك كانت بالتّأكيد تجربتي.

في وقت ما خِلالَ سنواتي في الثانوية اكتشفتُ الاستمناء والإباحيات، لا أتذكر من الذي قَدِم أوَّلاً فيهما، لكن المؤكد هو أن واحداً فيهم لَحِقَ بالآخرِ بسرعة، النظر لتلك الصور جلبَ المتعة بشكل مؤكد، وربما للبعض قد تكون زيارة تلك التجربة مجدداً بشكل عرضي شيئاً قد يعمل معهم، لكن بالنسبة لي فأنا عُلِّقتُ بشكل فوري، احتجتُ لأن أحظى بتلك التجربة الشهوانية مرارا وتكرارا .

إن تجربتي مع الاستمناء، الإباحيات، مكتبات البَالِغِين، أفلام البالغين، نوادي التعري وما إلى ذلك..، كانت ” هوسنا العازِل مع الجنس و النفس”. تماماً كما ذَكر روي في ذاك الفصل “كانت شهوتي نزعةً تُطالِب أن تَخدِم تلك الغريزةُ الطبيعيةُ الجديدةُ التي اكتشفتها رغباتٍ غير طبيعية”.
لقد احتجتُ الشهوةَ لأني كنتُ وحيداً، خائفاً، فاقداً للشعور بالأمان، وما إلى ذلك . نزعةُ الشهوةِ نفسها هي ما كانت تتحكم بي، شعرت بالاستحقاق لتلك اللحظات الخاصة، وحيداً مع الشهوة، والمشكلة هي أنها كانت تقتُلُ روحي .

كنت في المدرسة الإكليريكية الثانوية في ذلك الوقت أبدأ دراساتيَ لأصبح كاهنًا ( والذي للعِلم لم يحدث قط )، علمني دِيني بأن سلوكياتي كانت خاطئة، لكني علمت ذلك في أعماقي، وكيف عَرِفت ؟ لأني في كل مرة انفلتُّ فيها بشكل شهوانيٍ سلوكياً وفي خيالاتي، شعرتُ بعارٍ شديد بعد فعل ذلك .
لقد انتهى بيَ الأمرُ لعيش حياة مزدوجة، في حياتي العادية، كنت عُضواً في مجلس الطلاب، وعملت في صحيفة أخبار المدرسة، وشاركت في الرياضات الداخلية، حاصلاً على درجات جيدة وما إلى ذلك , لكن وأنا في عالمِيَ الخاص كنتُ شخصاً يلتهم الصور لما يدعوه روي ” صورة النساء ” مرارا وتكرارا وكأنَّهُنّ كُنَّ لي لأحصل عليهن.

أنظر إلى الوراء الآن مُرتجِفاً من عدم الاحترام الذي كنت أكنه لتلك الإنسانة، لكن في ذلك الوقت، كنت ضائعاً داخل نفسي وشهوتي لدرجة أن أخلاقي وقيَمِي كان عليهم أن يسقطوا على جانب الطريق حتى أتمكن من الاستمرار في ملء نفسي بذاك الشيء الذي كان يدمرني : الشهوة

الأسوأُ بالنسبة لي بدأ في الحدوث حين تخرجتُ من الجامعة وحصلتُ على أول وظيفةٍ بدوامٍ كامل، وخِلالَ ذاك الوقت كنت أُواعدُ امرأةً شابَّةً والتي أنا متزوِّج بها الآن من أربعين سنة، ورغم ذلك، فأنا ” تورَّطتُ ” مع زميلة ليَ في العَمل، وبعد مُمارسةِ الجنس لعدة مرات، كانت مشاعر الذنب والعارِ طاغية .
لكنَّ الشهوة كانت أطْغَى، رغم أني حاولت التوقف — أوه، أنا فعلاً توقفت، لذا الأفضل أن أقول، رغم اني حاولت البقاء متوقِّفاً — لم استطع، واخيراً كنت قادرا على البقاء بعيداً عن هذه الزميلة لما يقارب الشهرينِ فقط لأجدَ نفسي عائداً، وقبل أن نقوم بأي شيء هذه المرة، نظرت هي إليّ بصراحةٍ ثم قالت ” هل ما زلت تحبني ؟ ” وفي تلك اللحظة، سيطرت علي الظَّلمة كما لم تَفعل من قبل .

لم احبّ قط تلك المرأة بمعنى حقيقي، لكني بالتأكيدِ حملتُ تجاهها بعضاً من العاطفة، وفي هذه المرة، أنا كنت أعرف بالفعل بأني سأستقيل من هذا العَمل، وجزء من سبب فعليَ لهذا كان الخروج من هذه ” العلاقة ” علمتُ بأني إن اخبرتُها الحقيقة، فحينها لن أقوم بإرضاء شهوتي، فكذبتُ عليها مُباشرة.

في تَقليديَ الديني، هناك ما يدعى بــ ” الخطيئة الأخلاقية “، ولقد عملتُ بأنه وقبل حتى أن نبدأ في ممارسة الجنس تلك الليلة بأن تلك الشهوة المدفوعة بكِذبةٍ كانت خطيئةً أخلاقية، وبذلك خسرتُ نفسي بشكلٍ كامل، لذا وبينما كنتُ لا أعرف حينها النص التعريفيَّ لما تعنيه الشهوة بالضبط، علمتُ ما هي بالنسبة لي، ويصف فصل روي الأمر بشكل جيد للغاية.

عمليةُ كتابة هذه المقالة لمجلة المقالة كانت عملية مؤلمة، إنه لمن الصعبِ تذكُّر ما كنته وما يمكن أن أصبحهُ مجدداً اذا توقفت عن تطبيق هذا البرنامج، لكني ممتنٌ بشكل لا يصدق لقوتي العُظمى ولكل واحدٍ منكم ساعدني على البقاء رصيناً .

هل تعرضتُ لإغراءات خلال هذه السنوات؟ نعم، هل شردت أحياناً ناظراً إلى مجلة أو إلى شخص حقيقيٍ وقتاً اطول مما يجدر بي أن انظر فيه؟ نعم. لكن من خلال نعمة الله ومُساعدتكُم، كنت قادراً على تسليم تلك اللحظات بسرعة، وهذا لأبقى محرّرا ولا أسمح للظلمة أن تحلَّ بي مجدداً. شكراً لنعمة الرب وللخطوات ولزمالة السكساهولك المجهولين على هذه الأربعين سنة، والتي تمكنت فيها من البقاء في النّور، بعيداً عن أيام الشهوة المُظلمة تلك.

مايك سي، شيكاغو، الولايات المتحدة الامريكية.

Total Views: 41|Daily Views: 2

Share This Story, Choose Your Platform!