
لقد كنتُ كاثوليكيًا، ثم بروتستانتيًا… كما كنتُ قسًّا، ومبشّرًا… وكنت ايضا سكير جنس. هذا كان انا باختصار. كان الرب دوما جزءًا مهمًا من حياتي. تبنّيتُ بالكامل الممارسات الدينية الورعة لوالدتي، وانخرطتُ بعمق في الكنيسة. أحببت حقيقة أن الناس كانوا يقبلونني ويُعجبون بي. أن أكون “رجلًا صالحًا” كان يسدد حاجتي بشكل تام في أن يتم الاعتراف بي. فبقدر عملك الصالح، تجني الاحترام. ولقد احتضنتُ هذه الثقافة بكل جوارحي.
انخرطتُ بعمق في الكنيسة، حتى إنني شاركتُ في بعض أعمال التبشير الجادة. لكن مع ذلك جاء إطلاق الأحكام على الآخرين، أولئك الذين لم يتمكنوا- في نظري – من رؤية النور. كنتُ أعتقد أن من رحب بالرب وأحبه فعلا يُصبح شخصًا مُختلفاً مليئًا بالنعمة والرحمة. ومع ذلك، كنتُ أؤمن أيضًا، في أعماقي، بأن هناك جانبًا واحدًا لم يستطع الرب تغييره فيّ. في الواقع، كان لدي تبرير حيث قلت لنفسي أن الرب هو من منحني هذا الهوس بتشييء جنسيا تقريبا كل امرأة وعيت بها.
مررتُ بلحظات شعرتُ فيها فعلًا بحضور الله، لما شهدتُ معجزات في حياتي وفي حياة الآخرين. لكنني كنتُ مدركًا، بألم، أن الله – الذي يستطيع فعل أي شيء – لم يكن يبدو راغبًا في إزالة هذا الأمر الوحيد، هذا الانجذاب المفرط للنساء. كنتُ أصلي بحرارة، وأحضر الدروس، وأقرأ كتبًا عن كيف تكون رجلًا تقيًا، لكنني لم احصل أبدًا علي راحة دائمة من هذا الدافع القهري. كان الله يبدو حقيقيًا بالنسبة لي، لكنني كنتُ أرى أيضًا حدودًا لقوته. ولم أكن أستطيع أن أُفصح عن صراعي الداخلي هذا للكنيسة، لأنني لو كنتُ حقًا أتبع الرب (كما جعلت الجميع يظنون)، لما كنتُ لأواجه مثل هذا الإغراء الجنسي القوي. كانوا ليقولو لي: “فقط صلِّ بشأنه”، “توقّف عن فعله”. وبسبب خوفي من الأحكام القاسية، توقفتُ في النهاية حتى عن الاعتراف بأنني “لدي مشاكل بخصوص أفكاري” (وكأن هذا الاعتراف كان يعني شيئًا على الإطلاق).
بالانتقال إلى عام 2016. حيث كنتُ وزوجتي قد استقبلنا شابة كانت تمر بظروف صعبة في منزلها. وعندما اكتشفت هذه الشابة أنني وضعتُ كاميرا لمراقبتها جنسياً – وهو أمر فعلته مع عدد لا يحصى من النساء – فضحتني.
مرّت حياتي أمام عينيّ كلمح البصر.
كنا نعيش في بلد آخر، منغمسين بالكامل في ثقافته، وكنتُ قسًّا في كنيسته (وهي مهنة كنتُ أعشقها). كنتُ أعلم أنني سأضطر للاعتراف بكل شيء لزوجتي، وأطفالي، وحتى لرعيتي. وقامت الكنيسة في النهاية بنشر تفاصيل الحادثة لعدة آلاف من الأشخاص في المجتمع المحلي.
لقد حُطمت. “أين أنتَ، أيها الرب” واجهته،”لم ترفع هذه الطامة عني، والآن أُعاقَب عليها ؟؟ هل حقا عليَّ أن أفقد كل شيء؟”
وسط كل الخوف، والعار، والاستياء، كان هناك أيضًا إحساس غير متوقع بالراحة. لقد حملتُ هذا العبء وحدي لأكثر من 25 عامًا، متوجساً باستمرار من أن يكتشف أحد حقيقتي. والآن أصبح كل شيء في العلن. وبقدر الرعب الذي توسط الأمر، كنت مع هذا أخيرًا قادرًا على مواجهته والتحدث عنه. كان يجب أن أفعل ذلك! لكن يا له من ارتياح. لم أعد أختبئ. ومن خلال العلاج النفسي وموارد أخرى، تعرّفتُ على زمالة سكساهولك المجهولين وبدأتُ تطبيق الخطوات.
أذهلتني الخطوة واحد تمامًا. لقد أدركتُ أن السبب في أن الرب لم يزل عني إدماني الجنسي لم يكن لأنه يفتقر إلى القوة لفعل ذلك، بل لأنني كنتُ أحاول السيطرة عليه بنفسي. كنتُ متشبثًا به، منعزلًا بذاتي، مخفياً للحقيقة، رافضاً السماح لأي شخص بالدخول. الطريقة التي كنت اظن اني احمي نفسي بها، هي ما كانت في الواقع تدمرني
لم احظى طوال حياتي بأي أصدقاء حقيقيين فهموا ما كنتُ أمر به. شعرت بوحدة مطلقة. “أين أنت، أيها الرب؟” سألتُ مرارًا وتكرارًا. لكن لم يبدأ مفهومي عن الرب يتغير، إلا عندما صارحت الآخرين بحقيقتي، مسلّماً، ومعترفاً اني بلا قوة.
لطالما سمعتُ الناس يرددون بأن الله لا يعطيك أكثر مما يمكنك تحمّله. لكنني أدركت أن هذا هراء. وبدل هذا.. ما أؤمن به الآن هو أن الله أعطاني فعلًا أكثر مما يمكنني تحمّله حتى أتعلم الاعتماد عليه بدلًا من الاعتماد على نفسي.
لقد اعاقني عاري لفترة طويلة. لكن التخلي عن السيطرة والتسليم غيّرا كل شيء. منحاني الحريةَ لأكون ذاتي الحقيقية. لقد فقدتُ منصبي كقسٍّ قبل أكثر من ثماني سنوات، وأحب أن أقول الآن إنني “قسٌّ يقول كلاماً نابياً أحياناً”—شخص صادق، حقيقي، وغير متصنّع. وكما لم يكن من قبل، فأنا الآن أقرّ بعيوب شخصيتي، وأعيش حياتي كما أعتقد بأن الرب أرادني أن اعيشها، متذوقا حضوره بطرق لم أكن أتصورها أبدًا.
إن وعود التعافي، والإيمان، والشفاء لحق. لقد تغيّرت حياتي بشكل جذري. أصبح زواجي قوياً اكثر من أي وقت مضى. وعلاقتي بأطفالي مزدهرة. حتى أنني بدأتُ مسيرة مهنية جديدة، ورغم أننا لا نملك أمانًا اقتصاديًا، إلا أنني أشعر بسلام حيال شأن المال أكثر من أي وقت مضى
علاقتي بالرب تغيّرت أيضًا. لم يعد الأمر مجرد إيمان—فلقد كنتُ دوماً اؤمن به، أما الآن، فلقد أصبح ايمانيَ ايماناً مُغيراً للحياة.
بيني، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية