
كانت المغازلة نشوة حقيقية
بقلم سيلفيا ج. (بعد ست سنوات من الرصانة في س.م) مع المقال الأصلي لعام 1989
الذي نشر في (قصص الأعضاء)2007
صفحات 120-123 بعنوان” الطريق الوحيد الذي عرفته”
عندما كنت طفلة صغيرة، في الخامسة من العمر، أتذكر أني كنت أجلس في حضن جدي وأمشط شعره. كان ذلك يمنحني سعادة ، و شعورا جيدا . توفي جدي عندما كنت في السابعة، ومنذ ذلك الحين، واجهت صعوبات في المدرسة. لم أستطع التركيز، كنت أستغرق في أحلام اليقظة، و عانيت من الصداع. أصبحت طفلة وحيدة بعد أن فقدت تلك العلاقة الخاصة. لم أعرف كيف أحصل على حب كهذا من أي شخص آخر. لذا، أرحت نفسي في أوهامي حيث كنت أميرة ساحرة، يأتي أمير الأحلام خاصتي ويحملني بعيدًا لنعيش في أرض السعادة إلى الأبد، نقوم بأعمال رائعة ونشارك حبنا.
كنت الابنة الوسطى. كانت أختي الكبرى متفوقة في المدرسة ويعتمد عليها، بينما كانت أختي الصغرى جميلة وناضجة فكانت تحظى دائمًا باهتمام الناس. حاولت أن أكون مثلهما، كنت قلقة بشأن مظهري، وحاولت تكوين الكثير من الأصدقاء. لم أنجح أبدًا في الاندماج مع الأشخاص المشهورين، لكني وجدتُ أنني أستطيع دائمًا تكوين مجموعة أصدقاء بمصادقة الأقل شعبيّةً منهم. أصبحت اجتماعية جدًا. عندما بلغت سن المراهقة، اكتشفت أنه عندما أغازِل، أستطيع أيضا أن أحصل على الكثير من الأصدقاء الذكور. المشاعر التي حصلت عليها من هذا الاهتمام كانت تشبه تلك المشاعر التي أتذكرها من الأيام التي قضيتها مع جدي
كانت المغازلة الطريقة الوحيدة التي عرفتها للتواصل مع الذكور في عالمي. شعرت بالذنب والخجل من طريقي في المغازلة، لكني لم أعتقد أني ذكية بما يكفي للتحدث عن أي شيء قد يثير اهتمامهم. كنت ممزقة بين رغبتي في الاهتمام وشعوري بالذنب تجاه الطريقة التي أحصل بها عليه. كان لدي مكان سري بين الكنيسة ومنزلنا حيث يعلو البرسيم، كنت أجلس هناك وأبكي لساعات. شعرت أنني غير كافية ووحيدة. كلما زاد شعوري بعدم الكفاية والوحدة، زاد احتياجي للاهتمام. والنشوة التي حصلت عليها من المغازلة استمرت في النمو. اكتشفت أن المغازلة تقود إلى المداعبات. رغم أن المشاعر الجنسية والاهتمام منحاني نشوة، إلا أنني شعرت بذنب أكبر بسبب سلوكي. كنت أذهب إلى مكاني السري وأبكي من الوحدة والذنب. بالنظر إلى الماضي، أرى أني كنت أقع في دوامة مؤلمة تتجه إلى الأسوأ.
عندما كنت في السابعة عشرة، قابلت شابا كان يشرب الكحول. لم أكن قد خرجت مع شاب شرب أمامي من قبل. ثمل في موعدنا الثاني، وقررت حينها أنه بحاجة إلى فتاة لطيفة مثلي لمساعدته على ألا يشرب كثيرا. كان أول رجل أمارس الجنس معه، وحملت منه. تزوجنا في حفل زفاف كبير بالكنيسة، لقد تأخر وحضر وهو ثمل. أقسمت أني اقسمت بأنني سأحصل على الطلاق بعد مجيء الطفل، لكني لم أحصل عليه.
كان دائمًا يخرج مع رفاق الشرب. شعرت بالغضب والوحدة معظم الوقت. حاولت البحث عن إله طفولتي ليريحني، لكني لم أعرف كيف أجده. عدت إلى المغازلة مرة أخرى ووجدت أني أشعر بتحسن. أصبحت المغازلة دوائي كلما شعرت بالسوء.
ومع تطور المغازلة، بدأت مرة أخرى في تخيل وجود أمير ساحر سيجعلني أشعر بالاكتمال. تطور الأمر من المغازلة إلى علاقات غرامية. كلما وقعت في علاقة، أقع في حب مجنون. كانت الإثارة في المطاردة يعقبها ألم الانكسار بسبب كوني مُستغلَّة وبسبب الهوس بشخص لا يمكن أن يكون لي. الذنب، الخجل، والندم كانت مشاعر اضطررت للتكيف معها يوميًا. كنت أعد نفسي بأني سأتوقف عما كنت أفعله، لكني لم أستطع. كنت أبحث باستمرار عن الحب الذي أحتاجه، وأكره نفسي بسبب الرجال، والجنس، وعدم القدرة على التوقف. كنت أصلي ثم ألعن الله لأني لم أستطع التوقف. ظننت أن الله لم يكن يستمع إليَّ. شعرت باليأس الشديد و أردت أن أموت.
جربت تعاطي المهدئات لإيقاف الألم الذي كنت فيه، لكنها لم تساعد. أقلعت عن الأدوية وذهبت إلى طبيب نفسي ، الذي ساعدني في رؤية سلوكي بموضوعية. قال إن كثيرين يفعلون ما أفعله. إذا كان الكثيرون يحصلون على علاقات، فلا بد أن هذا طبيعي. استخدمت هذا التبرير كإذن للعثور على أميري من جديد. وقبل دخولي في التعافي، أصبحت مهووسة برجل واحد.
كنت أكره كوني مهووسة وأحارب بإستمرار من أجل السيطرة. كنت أنا وهذا الرجل في معركة دائمة للسيطرة. لم أستطع الاكتفاء منه. كانت الشهوة قوية و كانت تدمرني. كرهته. أحببته. أردت إرضاءه، لكن ذلك لم يكن كافيًا أبدًا. كانت تنتابني هيستيريا المدمن المحروم عندما لا أتلقى اتصالاً منه. كنت أكره طريقة عيشي، لكني لم أستطع التوقف. شعرت بعدم الكفاية والوحدة. اعتقدت أني أعرف كيف سيكون الجحيم. أخيرًا استجاب الله لدعواتي وأراني حلا. عرفت عندما سمعت عن آلانون (مجموعة دعم لعائلات مدمني الكحول) لأول مرة أن فيها الجواب لي. أصبح وضع عائلتي جنونيًا. كانت ابنتي مدمنة مخدرات، ، وكان زوجي مدمنا على الكحول. ذهبنا طلبا للمساعدة. انتهى بنا المطاف جميعا في مراكز علاج مختلفة. أخبرني المستشارون أني سأخضع للعلاج لأني إعتمادية، لكني عرفت أن مشكلتي هي الرجال والجنس. لقد حاولت التوقف عن سلوكي الجنسي معظم حياتي، لكني لم أستطع السيطرة عليه. المشكلة هي التي سيطرت علي.
طَبَّقْتُ برنامج آلانون يومًا بيوم في محاولة للسيطرة على شهوتي. استمررت في مغازلة رجال آخرين. ظننت أن المغازلة مقبولة، وحياتي بدت أفضل. لم أعد أحصل على لحظات النشوة، لكن أيضا لم أمر بلحظات الكآبة. ومع ذلك، ظلت لدي مشاكل مع مشاعري.
ثم سمعت عن سكساهولك المجهولون. عرفت فورًا أني بحاجة لهذا البرنامج، لكني خفت مما سأضطر إلى تسليمه. كنت في أفعوانية عاطفية في الأسبوع قبل الاجتماع. في أول اجتماع لـ س.م، اكتشفت أن مغازلاتي كانت نشوة. سأحتاج إلى التوقف عنها إذا أردت أن أكون رصينة جنسيًا. تعلمت أن المغازلة والاستمناء، يتبعهما الذنب، كانا يبقياني في اضطراب عاطفي و يمنعاني من معرفة التعافي الحقيقي. عندما أصبحت مستعدة لتسليم الأمر، قام الله بدوره وأزال الهوس عني. منحني الراحة من الهوس ونموًا روحيًا منذ أول يوم لي في الرصانة عام 1983.
عمل الله معجزات في حياتي من خلال برامج الخطوات الاثنتي عشرة. ما زلنا أنا وزوجي متزوجين. نفهم التوازن بين الاعتناء بأنفسنا من أجل زواجنا ومنح أنفسنا للزواج. لدينا علاقة مع الله أولًا لأن هذه العلاقة تملأ الفراغ الذي كنا خائفين منه وبحثنا عن ملئه. مع الحرية أصبحنا قادرين على حب بعضنا بطريقة جديدة ومثيرة. علاقاتي مع زوجي وابني وابنتي دافئة ومختلفة وتنمو دائمًا.
دخلنا أنا وزوجي في عمل لمساعدة الذين يتعافون. بذلنا كل ما لدينا في هذه المغامرة، ماليًا وجسديًا. وثقنا بأن الله سيعوض مواردنا. آمن كلانا بعملية التعافي التي تقدمها برامج الخطوات الاثنتي عشرة. كنا ملتزمين بمساعدة الآخرين للعثور على طريقهم لهذه البرامج. كانت ابنتي أيضًا في التعافي وشاركت في عملنا. استطعنا مساعدة الآخرين لسنوات عديدة حتى التقاعد.
لدينا ثلاثة أحفاد رائعين نراهم كثيرًا. ما زلت أدير صالون التجميل الخاص بي، ربما تكريمًا لجدي. كان ابننا الوحيد يكرهني بسبب ما فعلته. اليوم يتصل بي ويخبرني بمشاكله. يمكنني القول بأن الوعود قد تحققت لي. عائلتي نمت وتطورت. غادرني الخوف من عدم الأمان الإقتصادي. نمَوْنا روحانيا. الحياة التي كانت قبل قائمة على الريبة قد تلاشت. ليس لدي ما أندم عليه، وأتطلع إلى ما يأتي به كل يوم. أزال الله الكثير من أنانيتي. منحني السلام في إيماني بأنه سيعتني بي وسيمنحني بالضبط ما أحتاجه لنموي الروحي. استُجيبت دعواتي لأني أقوم بالخطوات التي تسمح للرب بالتأثير في حياتي. أشعر أن آمالي في العثور على الحب وفعل الخير للآخرين تتحقق — يومًا بيوم.
سيلفيا ج.، أوكلاهوما، الولايات المتحدة
قصص الأعضاء 2007، صفحة 120
من قاتل مأجور إلى حبيبي
بقلم سيلفيا ج.، كما رُوِيَت في سنوات لاحقة في اجتماعات متحدثين
هذه قصة سيلفيا عن علاقتها المتعافية مع زوجها ‘جين’.
كنت غاضبة جدًا عندما حضر زوجي متأخرًا ثملًا في زفافنا. “سأطلّقه بمجرد ولادة طفلنا”، قلت لنفسي. لكننا بقينا معًا بينما كبر أطفالنا.
بعد خمسة وعشرين عامًا، كنا ما زلنا متزوجين. كانت عائلتنا في أزمة. ابنتي كانت مدمنة. زوجي كان مدمن كحول. أنا كنت سكساهولك، لكني لم أكن أعرف ذلك بعد. ألقيت اللوم على زوجي. كما ترى، لو لم يشرب طوال الوقت، لما اضطررت.
كنت أدخر المال لاستئجار قاتل مأجور لقتل زوجي. كانت ابنتي تسرق أموالي لشراء الكوكايين. كنا نبحث عن علاج لابنتنا، بدلا من ذلك، انتهى بنا الأمر في ثلاثة برامج علاجية منفصلة، التي تم تمويلها جزئيا بأموال قاتلي المأجور.
بدأنا أنا و ‘جين’ العمل على زواجنا. اتفقنا على البقاء متزوجين لستة أشهر أخرى. ثم ستة أخرى. ثم ستة أخرى. بعد عدة سنوات، لم نعد بحاجة إلى عقد عقود. بالنسبة لكلينا، تطلب الأمر الكثير من الاجتماعات، الكثير من العمل، الكثير من العلاج، الكثير من الصبر، والكثير من المكالمات إلى موجهينا.
اليوم، زوجي رجل لطيف ومراعي. ملتزم ببرامجه في م.م وإس-أنون. ملتزم بمساعدة الآخرين. يومًا بيوم، كنا متزوجين لأكثر من 65 عامًا. لقد كان وقتًا مليئًا بالفرح. أنا سعيدة جدا لاني لم أتسبب بقتله. أنا ممتنة لأنه ما زال هنا. ممتنة لأن الله منحني شريكًا لطيفًا ومتفهمًا.